شيء في خاطري .. كرة “الدم” العراقية

10306877_887837767961907_259863535_nرأي حر/العراق/علي الناشي

يبدو أن ملاعب كرة القدم العراقية تختلف عن نظيرتها في أرجاء المعمورة كلها، وكذلك الحال بالنسبة لنهائيات البطولات العراقية، فملاعب العالم تحتفل بتسليم الكؤوس والميداليات إلا ملاعب العراق تحتفل بزف الشهداء والجرحى.

يد الإرهاب تضرب من جديد، هذه المرة في ناحية الإسكندرية “55 كم شمال محافظة بابل” وبالتحديد في ملعباً لكرة القدم شهد نهائي بطولة للفرق الشعبية.

تجمع اللاعبون والحكام وحولهم الجمهور ليشهدوا لحظات تتويج الفريق البطل، لكنهم لم يعلموا أنهم سيشهدون اخر لحظات حياتهم.

إرهابي تسلل بين الحشود ليفجر حزامه الناسف فيهم، ويسقط 100 شاب بين قتيل وجريح بحسب الإحصائيات الحكومية.

وبعد ساعات من العمل الإرهابي، أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن العملية متباهياً بعدد الإصابات التي أوقعها بين الشباب.

أسلوب جديد يستعمله التنظيم الإرهاب لضرب المحافظات المستقرة امنياً، فبعد أن عجز عن مجاراة القوات العراقية وفصائل المقاومة في المناطق التي سيطر عليها منذ العام 2014 وأثبت فشله في مسك الأراضي التي احتلها، صار يستهدف الأبرياء دون تميز فتارة يقتل النساء والأطفال في سوق شعبية وتارة أخرى يضرب الشرطة في نقاط التفتيش ونراه اليوم يقتل الشباب ويفتخر بذلك.

لكن من المؤسف حقاً، أن مقتل الشباب العراقيين لم يسلط عليه الضوء إعلامياً كما حدث في تفجيرات العاصمة البلجيكية بروكسل الأخيرة أو كما جرى في العاصمة الألمانية برلين.

وحتى منظمات حقوق الإنسان العالمية لم تصدر بياناً واحداً لاستنكار مقتل شباب العراق، صمت دولي إزاء جرائم “داعش” العراق يقابله فيض دماء صبغت في يوم من الأيام نهر دجلة باللون الأحمر في مجزرة قاعدة “سبايكر” التي راح ضحيتها 1700 شاب عراقي.

مسلسل الهجمات مستمر، وكذلك نهاية “داعش” التي باتت قريبة، وبين شهيد في ساحات القتال ومغدور في ملعب لكرة القدم تكمن أحلام وطن وأمال شعب ودعوات إلى أن يكون الغد أفضل.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *