مهاجر يروي حكاية هجرته وعودته من ألمانيا.. وكيف نجا من العنصرية وواجه الطائفية

العراق/مدينة الديوانية/علي الناشي

 

الشاب أمير العفلوكي في ألمانيا
الشاب أمير العفلوكي في ألمانيا

لم يكن في حسبان الشاب أمير العفلوكي انه سيتخلى عن جنسيته العراقية وينتحل الصفة السورية على أعتاب سواحل جزيرة متاليني اليونانية من اجل تسهيل إجراءات دخوله لها والانطلاق في رحلة الهجرة التي ختمها بالعودة إلى العراق بعد أن تبين أنها كابوس وليست حلماً.

ويقول أمير العفلوكي إن “رحلة الذهاب إلى ألمانيا والعودة منها استغرقت مني 3 اشهر لن أنساها بسبب ما عانيت فيها، وكلفتني كل أموالي التي ادخرتها وتسببت بانقطاعي عن وظيفتي”.

فكرة الهجرة وبداية المشوار

ويتابع الشاب أمير العفلوكي إن، “فكرة الهجرة تولدت لدي بعد أن هاجر مجموعة من زملائي في العمل ونقلوا لي من هناك معلومات عن روعة الهجرة وجمال الأماكن التي ذهبوا أليها، ووصفوا بلاد المهجر على أنها جنة”.

ويضيف “اتفقت مع 3 من أصدقائي على السفر إلى تركيا، وهناك توجهنا إلى منطقة اسمها اقصاراي يتواجد فيها كل المهربين العراقيين والسوريين في الشوارع بشكل طبيعي”.

ويلفت إلى أن “أهالي المنطقة أرشدونا إلى مهرب كان اسمه “أبو سعد” وهو عراقي الجنسية، واتفقنا معه على دفع مبلغ 1300 دولار مقابل نقل الشخص الواحد إلى الوجهة التالية”.

قارب معطل في عرض البحر

ويوضح الشاب أن، “عملية التهريب كانت عبر البحر في قارب طوله 6 أمتار محمل بـ 43 شخصاً بينهم نساء وأطفال”.

ويبين أن، “المحاولتين الأولتين لتهريبنا عبر البحر لم تنجحان بسبب توقف القارب عن العمل، لكن المحاولة الثالثة نجحت وتمكنا من الانطلاق”.

ويستدرك أمير لكن القارب تعطل بنا في عرض البحر ولم تنجح محاولات تشغيله فلجأنا إلى التجديف لكي نصل إلى وجهتنا.

ويتابع المهاجر “نجحنا في الوصول إلى مياه اليونان الإقليمية، وبدأنا بالاتصال بخفر السواحل لكي يسحبونا إلى البر، لكنهم رفضوا “لعدم وجود حالة إنسانية ملحة تستوجب قدومهم ألينا”.

التحايل وخطر الغرق

ويشير العفلوكي إلى أن، “رفض خفر السواحل لنا ولد لدى احد الركاب فكرة للتحايل عليهم وجذبهم ألينا، وكانت الفكرة أن نشرع “بقرص” الأطفال ليبكوا ويسمع الخفر أصواتهم عبر جهاز الاتصال”.

ويؤكد أن، “الخطة نجحت وبعد 15 دقيقة جاء الخفر ليسحبونا إلى البر، لكن أثناء سحبهم لقاربنا انقلب بسبب تلاطم الأمواج، وعندها كان همي الأكبر إنقاذ طفل يغرق فحملته على رقبتي وصرت اسبح لأصل إلى الساحل، وفور وصولنا إلى الساحل استقبلتنا المنظمات الإنسانية ووفرت لنا أغطية وطعام وسجلت أسمائنا”.

التنقل بين الدول وحقول الألغام

ويتابع الشاب “نقلتنا المنظمات الإنسانية إلى كرفانات، وسجلت اسمي على أني سوري وليس عراقي، وحجزنا بعدها تذاكر في باخرة بقيمة 65 يورو لتنقلنا من جزيرة متاليني إلى أثينا”.

ويضيف “بعد قضاء يوم في أثينا توجهنا إلى حدود مقدونيا، وعلى الحدود المقدونية كان هناك بعض التساهل بسبب وجود بعثة للأمم المتحدة في يومها، وبعدها نقلنا إلى كرفانات مرة أخرى، وقطعنا تذاكر قطار بقيمة 25 يورو لينقلنا مباشرة إلى الحدود الصربية”.

ويلفت العفلوكي إلى أن، “الوقت اللازم للوصول إلى اقرب مدينة صربية من الحدود هو 3 ساعات من السير المتواصل في الغابات، ومن صربيا نقلتنا سيارات إلى حدود كرواتيا وخيرونا بين الذهاب إلى هنكاريا أو المرور إلى كرواتيا”.

ويقول أمير “اخترت المرور عبر كرواتيا، وكان الوضع فيها خطير جدا بسبب وجود حقول الألغام المتبقية من الحرب الأهلية، فبحثت مع زملائي عن مهرب لينقلنا عبر طرق أمنة إلى قلب كرواتيا مقابل 1000 دولار للشخص الواحد”.

ويستدرك لكن الكرواتيين لم يتركونا نسير لوحدنا بسبب خوفهم على بلدهم، بل نقلونا إلى كرفانات وبعدها نقلنا بشاحنات إلى هنكاريا من ثم إلى النمسا، وهناك خيرونا بين البقاء في النمسا أو التوجه إلى ألمانيا، فاخترت الأخيرة.

ألمانيا وسوء المعيشة

ويذكر المهاجر أن، “سيارات نقل ألمانية نقلتني من الحدود إلى مدينة ميونخ وبقيت فيها 20 يوماً، ثم نقلت إلى مدينة شتوتغارت واستقريت فيها”.

ويوضح الشاب أن، الأسرة المهاجرة تمنح مبلغ 350 يورو شهرياً ويتكفل أفرادها بمصاريف طعامهم، أما الشاب الذي ليس معه أسرة فيمنح 184 يورو شهرياً وتتكفل الجهات المانحة بتوفير الغذاء له.

ويؤكد أن وجبات الطعام سيئة جداً وقليلة، ويستلم الفرد قنينة ماء واحدة فقط يومياً ويجب عليه أن يقتصد بها لتكمل معه اليوم، وابسط سندويش يبلغ سعره 6 يورو وكذلك الحال بالنسبة لعلبة السجائر.

عنصرية وطائفية

ويقول أمير العفلوكي إن “أسوء ما حدث معي هو معاملة النازيين بعنصرية لنا، إذ شتمونا فور نزولنا في شوارع ألمانيا وأطلقوا علينا أوصاف وكلمات مشينة وتهجموا علينا إلى الكرفانات وحاولوا قتلنا”.

ويضيف أن “بعض العرب المسلمين عاملونا بطائفية وكان بعضهم يردد عبارات مثل “أمنيتي أن أكون خادماً للخليفة أبو بكر البغدادي” أو “أمنيتي أن أنال فرصة الجهاد في صفوف الدولة الإسلامية في العراق”.

العودة إلى العراق

ويتابع الشاب “من اجل العودة إلى العراق ذهبت للقنصلية العراقية في فرانكفود، وكان القنصل من أبناء الديوانية، ومنحتني القنصلية جواز “أصفر” أي صالح للاستعمال مرة واحدة، وبعد يومين رجعت على متن طائرة مع 300 من المهاجرين الفارين من كابوس الهجرة”.

وينصح أمير العفلوكي الشباب بعدم التفكير بالهجرة بسبب الذل الذي يعانيه المهاجر في بلاد المهجر.

 

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *