شيء في خاطري.. الإصلاح.. إباحة وضوضاء!

10306877_887837767961907_259863535_n

شيء في خاطري

رأي حر / الإصلاح.. إباحة وضوضاء!

العراق / الديوانية / علي الناشي

منذ أن انطلقت التظاهرات في العراق قبل 6 أسابيع والجميع ينادون بالإصلاح والتغيير وتعديل المسار، علت الهتافات ورفعت اللافتات وخرج الآلاف في محافظات عراق عدة.

تخلل التظاهرات بعض الخروق هنا وهناك، إصابات بين المتظاهرين وعناصر الأجهزة الأمنية، دماء سالت ومباني حكومية أغلقت وشخصيات اعتقلت.

وبرغم ما حدث تمسك المتظاهرون بمطالبهم، أذعنت بعض الحكومات المحلية وغيرت بعض الشيء من هيكليتها، وكذلك حكومة المركز تعاطت مع مطالب المتظاهرين ووعدتهم بالإصلاح والتغيير بما يضمن عيش كريم للمواطن المنهك وتغير في خارطة العراق السياسية ونبذ من شخصهم الشارع وكشف الستار عن فسادهم.

لكن تمخض الجبل فولد فأراً، نعم ولد فأراً، إذ مازال البرلمان العراقي يغرد خارج سرب مطالب الشارع ويصوت على قوانين لا تتعدى صفة “التافهة”.

حيث شهدت الجلسة الـ22 من جلسات مجلس النواب العراقي التصويت على “قانون حجب المواقع الإباحية” وإصدار قرار يلزم وزارة الاتصالات العراقية بحجبها، كما صوت المجلس على مشروع “قانون السيطرة على الضوضاء”.

جلسة أثبتت أن الحكومة العراقية في واد والمتظاهرين في واد اخر، فالإصلاحات المزعومة مجرد إجراءات “ترقيعية” كما اجمع الكثير من المواطنين.

ومن اليوم ستبدأ مرحلة جديدة في تاريخ العراق الحديث، إذ سيكون العراق خالي من المواقع الإباحية لكنه مليء بالسياسيين الفاسدين وعاهراتهم، يصوتون على قانون السيطرة على الضوضاء والمفخخات والقذائف تنال من أبناء شعبهم بشكل يومي، حتى أمست مشهد اعتاد على دوي أصواته الشعب.

سيستمر المتظاهرين بمطالبهم وتستمر الحكومة بالتغاضي عنها وكلما اشتد الأمر عليها أصدرت حزمة إصلاحات “غبية” أخرى، ولا نعلم ماذا قد تحجب الحكومة في المرة المقبلة، فقد تقرر غلق محال بيع “الملابس الداخلية” وتزعم أنها تحمل إيحاء إباحي، وحتى ذلك الحين سأحلم بالإصلاح الحقيقي ويبقى التغيير شيء في خاطري.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *